فصل: سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)



.من مات في هذه السنة ممن له ذكر:

مات الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتكلم شيخ الإسلام وعمدة الأنام الشيخ أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف بن كريم الدين الكريمي الحالدي الشافعي الأزهري الشهير بالجوهري، وإنما قيل له الجوهري لأن والده كان يبيع الجوهر فعرف به، ولد بمصر سنة 1096 واشتغل بالعلم وجد في تحصيله حتى فاق أهل عصره، ودرس بالأزهر وأفتى نحو ستين سنة، مشايخه كثيرون منهم الشهاب أحمد بن الفقيه ورضوان الطوخي إمام الجامع الأزهر والشيخ منصور المنوفي والشهاب أحمد الخليلي والشيخ عبد ربه الديوي والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي والشيخ محمد أبو العز العجمي والشيخ محمد الاطفيحي والشيخ عبد الجواد المخلي الشافعيون والشيخ محمد السجلماسي والشيخ أحمد النغراوي والشيخ سليمان الحصيني والشيخ عبد الله الكنكسي والشيخ محمد الصغير الورزازي وابن زكري والشيخ أحمد الهشتوكي والشيخ سليمان الشبرخيتي والسيد عبد القادر المغربي ومحمد القسطنطيني ومحمد النشرتي الماليكيون ورحل إلى الحرمين في سنة 1120، فسمع من البصري والنخلي في سنة 1124، ثم في سنة 1130 وحمل في هذه الرحلات علوماً جمة أجازه مولاي الطيب بن مولاي عبد الله الشريف الحسيني وجعله خليفة بمصر، وله شيوخ كثيرون غير من ذكرت، وقد وجدت في بعض إجازاته تفصيل ما سمعه من شيوخه ما نصه على البصري والنخلي أوائل الكتب الستة والإجازة العامة مع حديث الرحمة بشرطه، وعلى الاطفيحي بعض كتب الفقه والحديث والتصوف والإجازة العامة، وعلى السجلماسي في سنة 1126، الكبرى للسنوسي ومختصره المنطقي وشرحه وبعض تلخيص القرزويني وأول البخاري إلى كتاب الغسل وبعض الحكم العطائية، وأجازه علي بن زكري أوائل الستة وأجازه وعلى الكنكسي الصحيح بطرفيه وشرح العقائد للسعد وعقائد السنوسي وشروحها وشرح التسهيل لابن مالك إلى آخره، وشرح الألفية للمكوي والمطول بتمامه، وشرح التلخيص وعلى الهشتوكي الإجازة بسائرها وعلى النفراوي شرح التلخيص مراراً وشرح ألفية المصطلح وشرح الورقات وعلي الديوي شرح المنهج لشيخ الإسلام مراراً وشرح التحرير وشرح ألفية ابن الهائم وشرح التلخيص وشرح ابن عقيل على الألفية وشرح الجزرية، وعلى المنوفي جمع الجوامع وشرحه للمحلى وشرح التلخيص، وعلى ابن الفقيه شرح التحرير وشرح الخضيب مراراً وشرح العقائد النسفية وشرح التلخيص والخبيصي، وعلى الطوخي شرح الخطيب وابن قاسم مراراً، وشرح الجوهرة لعبد السلام وعلي الخليفي البخاري، وشرح التلخيص والاشموني والعصام، وشرح الورقات وعلي الحصيني شرح الكبرى للسنوسي بتمامه وعلى الشبرخيتي شرح الرحبية وشرح الأجرومية وغيرهما، وعلى الورزازي شرح الكبرى بتمامه مراراً وشرح الصغرى وشرح مختصر السنوسي والتفسير وغيره، وعلي البشبيشي المنهج مراراً وجمع الجوامع مراراً والتلخيص وألفية المصطلح والشمائل، وشرح التحرير لزكريا وغيره، هذا نص ما وجدته بخطه. واجتمع بالقطب سيدي أحمد بن ناصر فأجازه لفظاً وكتابة، وممن أجازه أبو المواهب البكري وأحمد البناء وأبو السعود الدنجيهي وعبد الحي الشرنبلالي ومحمد بن عبد الرحمن المليجي، وفي الحرمين عمر بن عبد الكريم الخلخالي، حضر دروسه وسمع منه المسلسل بالأولية بشرطه، وتوجه بآخرته الحرمين بأهله وعياله، وألقى الدروس وانتفع به الواردون، ثم عاد إلى مصر فانجمع عن الناس وانقطع في منزله يزار ويتبرك به، ولن تآليف منها منقذة العبيد عن ربقة التقليد في التوحيد، وحاشية علي عبد السلام، ورسالة في الأولية، وأخرى في حياة الأنبياء في قبورهم، وأخرى في الغرانق وغيرها، وكانت وفاته وقت الغروب يوم الأربعاء ثامن جمادى الأولى، وجهز بصباحه وصلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد حافل، ودفن بالزاوية القادرية داخل درب شمس الدولة رحمه الله.
ومات الأمير العلامة والحبر الفهامة الفقيه الدراكة الأصولي النحو شيخ الإسلام وعمدة ذوي الأفهام الشيخ عيسى بن أحمد بن عيسى بن محمد الزبيري البراوي الشافعي الأزهري، ورد الجامع الأزهر وهو صغير فقرأ العلم على مشايخ وقته، وتفقه على الشيخ مصطفى العزيزي وابن الفقيه، وحضر دروس الملوي والجوهري والشبراوي، وأنجب وشهد له بالفضل أهل عصره، وقرأ الدروس في الفقه، وأحدقت به الطلبة واتسعت حلقته، واشتهر بحفظ الفروع لفقهية حتى لقب بالشافعي الصغير لكثرة استحضاره في الفقه وجودة تقريره، وانتفع به طلبة العصر طبقة بعد طبقة وصاروا مدرسين، وروى الحديث عن الشيخ محمد الدفري وكان حسن الاعتقاد في الشيخ عبد الوهاب العفيفي وفي سائر الصلحاء. وله مؤلفات مقبولة منها حاشية على شرح الجوهرة في التوحيد وشرح على الجامع الصغير للسيوطي في مجلد يذكر في كل حديث ما يتعلق بالفقه خاصة، ولا زال يملي ويفيد ويدرس ويعيد حتى توفي سحر ليلة الاثنين رابع رجب، وجهز في صباحه وصلي عليه بالأزهر بمشهد حافل ودفن بالمجاورين وبني على قبره مزار ومقام واستقر مكانه في التصدر والتدريس ابنه العلامة الشيخ أحمد ولازم حضوره تلامذة أبيه رحمه الله.
ومات الإمام العلامة الفقيه واللوذعي الذكي النبيه عمدة المحققين ومفتي المسلمين حسن بن نور الدين المقدسي الحنفي الأزهري، تفقه على شيخ وقته الشيخ سليمان المنصوري والشيخ محمد عبد العزيزي الزيادي وحضر دروس الشيخ مصطفى العزيزي والسيد علي الضرير والملوي والجوهري والحفني والبليدي وغيرهم، ودرس بالجامع الأزهر في حياة شيوخه، ولما بنى الأمير عثمان كتخدا مسجده بالأزبكية جعله خطيباً وإماماً به، وسكن في منزل قرب الجامع، وراج أمره، ولما شعر فتوى الحنفية بموت الشيخ سليمان المنصوري جعل شيخ الحنفية بعناية عبد الرحمن كتخدا، وكان له به ألفة ثم ابتنى منزلاً نفيساً مشرفاً على بركة الأزبكية بمساعدة بعض الأمراء، واشتهر أمره ودرس بعدة أماكن كالصرغقشية المشروطة لشيخ الحنفية والمدرسة المحمودية والشيخ مطهر وغيرها، وألف متناً في فقه المذهب ذكر فيه الراجح من الأقوال، واقتنى كتباً نفيسة بديعة الأمثال، وكان عنده ذوق وألفة ولطافة وأخلاق مهذبة، توفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة.
ومات الإمام العلامة أحد أذكياء العصر ونجباء الدهر الشيخ محمد ابن بدر الدين الشافعي سبط الشمس الشرنبابلي، ولد قبل القرن بقليل وأجازه جده، وحضر بنفسه على شيوخ وقته كالشيخ عبد ربه الديوي والشيخ مصطفى العزيزي وسيدي عبد الله الكنكسي والسيد علي الحنفي والشيخ الملوي في آخرين، وباحث وناصل وألف وأفاد وله سليقة في الشعر جيدة وكلامه موجود بين أيدي الناس، وله ميل لعلم اللغة ومعرفة بالأنساب، غير أنه كان كثير الوقيعة في الشيخ محي الدين ابن عربي قدس الله سره، وألف عدة رسائل في الرد عليه، وكان يباحث بعض أهل العلم فيما يتعلق بذلك فينصحونه ويمنعونه من الكلام فيذلك فيعترف تارة وينكر أخرى ولا يثبت على اعترافه، وبلغني أنه لف مرة رسالة في الرد عليه في ليلة من الليالي ونام فاحترق منزله بالنار واحترقت تلك الرسالة من جملة ما احترق من الكتب، ومع ذلك فلم يرجع عما كان عليه من التعصب، وربما تعصب لمذهبه فيتكلم في بعض مسائل مع الحنفية ويرتب عليها أسئلة ويغض عنهم، ولما كان عليه مما ذكر لم يخل حاله عن ضيق وهيئته عن رثاثة، توفي المترجم في المحرم افتتاح السنة، وصلي عليه بالأزهر ودفن بالقرافة عند جده لامه رحمه الله تعالى.
ومات الجناب الأمجد والملاذ الأوحد حامل لواء علم المجد وناشره وجالب متاع الفضل وتاجره السيد أحمد بن إسمعيل بن محمد أبو الإمداد سبط بني الوفي والده وجده من أمراء مصر وكذا أخوه لأبيه محمد، وكل منهم قد تولى الإمارة والمترجم أمه هي ابنة الأستاذ سيدي عبد الخالق بن وفي، ولد بمصر ونشأ في حجر أبويه في عفاف وحشمة وأبهة، وأحبه الناس لمكان جده لأمه المشار إليه مع جذب فيه وصلاح، وتولى نقابة السادة الأشراف سنة 1168، ثم تولى الخلافة الوفائية بعد وفاة السيد أبي هادي، فنزل عن النقابة للسيد محمد أفندي الصديقي وقنع بخلافة بيتهم، وكان إنساناً حسناً بهياً ذا تؤدة ووقار، وفيه قابلية لإدراك الأمور الدقيقة والأعمال الرياضية، وهو الذي حمل الشيخ مصطفى الخياط الفلكي على حساب حركة الكواكب الثابتة وأطوالها وعروضها ودرجات ممرها ومطالعها لما بعد الرصد الجديد إلى تاريخ وقته وهي من مآثره مستمرة المنفعة لمدة من السنين، واقتنى كثيراً من الآلات الهندسية الأدوات الرسمية رغب فيها وحصلها بالأثمان الغالية، وهو الذي أنشأ المكان اللطيف المرتفع بدارهم المجاور للقاعة الكبير المعروفة بأم الأفراح المطل على الشارع المسلوك، وما به من الرواشن المطلة على حوش المنزل والطريق، وما به من الخزائن والخورنقات والرفارف والشرفات والرفوف الدقيقة الصنعة وغير ذلك، وهو الذي كنى الفقير بأبي العزم وذلك في سنة 1177 برحاب أجدادهم يوم المولد النبوي المعتاد، وتوفي في سابع المحرم سنة تاريخه وصلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد حافل، ودفن بتربة أجدادهم نفعنا الله بهم وأمدنا من أمدادهم. وتولى الخلافة بعده مسك ختامهم ومهبط وحي أسرارهم نادرة الدهر وغرة وجه العصر الإمام العلامة واللوذعي الفهامة من مصابيح فضله مشارق الأنوار السيد شمس الدين محمد أبو الأنوار نسأل الله لحضرته طول البقاء ودوام العز والارتقاء آمين.
ومات الإمام العلامة الفقيه النبيه شيخ الإسلام وعمدة الأنام الشيخ عبد الرؤوف بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد السجيني الشافعي الأزهري شيخ الأزهر وكنيته أبو الجود، أخذ عن عمه الشمس السجيني ولازمه وبه تخرج، وبعد وفاته درس المنهج موضعه، وتولى مشيخة الأزهر بعد الشيخ الحفني وسار فيها بشهامة وصرامة، إلا أنه لم تطل مدته وتوفي رابع عشر شوال، وصلي عليه بالأزهر ودفن بجوار عمه بأعلى البستان، واتفق أنه وقعت له حادثة قبل ولايته على مشيخة الجامع بمدة وهي التي كانت سبباً لاشتهار ذكره بمصر، وذلك أن شخصاً من تجار خان الخليلي تشاجر مع رجل خادم فضربه ذلك الخادم وفر من أمامه فتبعه هو وآخرون من أبناء جنسه، فدخل إلى بيت الشيخ المترجم، فدخل خلفه وضربه برصاصة فأصابت شخصاً من أقارب الشيخ يسمى السيد أحمد، فمات وهرب الضارب فطلبوه فامتنع عليهم ونعصب معه أهل خطته وأبناء جنسه، فاهتم الشيخ عبد الرؤوف وجمع المشايخ والقاضي وحضر إليهم جماعة من أمراء الوجاقلية، وانضم إليهم الكثير من العامة، وثارت فتنة أغلق الناس فيها الأسواق والحوانيت واعتصم أهل خان الخليلي بدائرتهم وأحاط الناس بهم من كل جهة، وحضر أهل بولاق وأهل مصر القديمة، وقتل بين الفريقين عدة أشخاص، واستمر الحال على ذلك أسبوعاً، ثم حضر علي بك أيضاً وذلك في مبادي أمره قبل خروجه منفياً، واجتمعوا بالمحكمة الكبرى، وامتلأ حوض القاضي بالغوغاء والعامة، وانحط الأمر على الصلح، وانفض الجمع، ونودي في صبحها بالأمان وفتح الحوانيت والبيع والشراء وسكن الحال.
ومات الشيخ الصالح الخير الجواد أحمد بن صلاح الدين الدنجيهي الدمياطي شيخ المتبولية والناظر على أوقافها، كان رجلاً رئيساً محتشماً صاحب إحسان وبر ومكارم أخلاق، وكان ظلاً ظليلاً على الثغر، يأوي إليه الواردون فيكرمهم ويواجههم بالطلاقة والبشر التام مع الإعانة والإنعام، ومنزله مجمع للأحباب ومورد لائتناس الأصحاب، وتوفي يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة عن ثمانين سنة تقريباص.
ومات الإمام الفاضل أحد المتصدرين بجامع بن طولون الشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عامر العطاشي الفيومي الشافعي كان له معرفة في الفقه والمعقول والأدب، بغني أنه كان يخبر عن نفسه أنه يحفظ اثني عشر ألف بيت من شواهد العربية وغيرها، وأدرك الأشياخ المتقدمين وأخذ عنهم، وكان إنساناً حسناً منور الوجه والشيبة ولديه فوائد ونوادر، مات في سادس جمادى الثانية عن نيف وثمانين سنة تقريباً غفر الله له.
ومات الأمير خليل بك القازدغلي أصله من مماليك إبراهيك كتخدا القازدغلي، وتقلد الإمارة والصنجقية بعد موت سيده وبعد قتل حسين بك المعروف بالصابونجي، وظهر شأنه في أيام علي بك الغزاوي وتقلد الدفتر دارية، ولما سافر علي بك أميراً بالحج في سنة ثلاث وسبعين جعله وكيلاً عنه في رياسة البلد ومشيختها، وحصل ما حصل من تعصبهم على علي بك وهروبه إلى غزة كما تقدم، وتقلبت الأحوال، فلما نفي علي بك جن في المرة الثانية كان هو المتعين للإمارة مع مشاركة حسين بك كشكش، فلما وصل علي بك وصالح بك على الصورة المتقدمة، هرب المترجم مع حسين بك وباقي جماعتهم إلى جهة الشام ورجعوا في صورة هائلة، وجرد عليهم علي بك وكانت الغلبة لهم على المصريين، فلم يجسروا على الهجوم كما فعل علي بك وصالح بك. فلو قدر الله لهم ذلك كان هو الرأي، فجهز علي بك على الفور تجريدة عظيمة وعليهم محمد بك أبو الذهب وخشداشينه فخرجوا لهم وعدوا خلفهم ولحقوهم إلى طندتا، فحاصروهم بها وحصل ما حصل من قتل حسين بك ومن معه، والتجأ المترجم إلى ضريح سيدي أحمد البدوي فلم يقتلوه إكراماً لصاحب الضريح. وأرسل محمد بك يخبر مخدومه ويستشيره في أمره فأرسل غليه بتأمينه وإرساله إلى ثغر سكندرية، ثم أرسل بقتله فقتلوه بالثغر خنقاً ودفن هنا. وكان أميراً جليلاً ذا عيل ورياسة، وأما الظلم فهو قدر مشترك في الجميع.
ومات أيضاً الأمير حسين بك كشكش القازدغلي وهو أيضاً من مماليك إبراهيم كتخدا وهو أحد من تآمر في حياة أستاذه وكان بطلاً شجاعاً مقداماً مشهوراً بالفروسية، وتقلد إمارة الحج أربع مرات آخرها سنة 1176، ورجع أوائل سنة 1177، ووقع له مع العبر ما تقدم الالماع به في الحوادث السابقة، وأخافهم وهابوه حتى كانوا يخوفون بذكره أطفالهم، وكذلك عربان الأقاليم المصرية. وكان أسمر جهوري الصوت عظيم اللحية يخالطها الشيب يميل طبعه إلى المزاح والخدعة، وإذا لم يجد من يمازجه في حال ركوبه وسيره مازح سواسه وخدمه وضاحكهم. وسمعته مرة يقول لبعضهم مثلاً سائراً ونحو ذلك. وكان له ابن يسمى فيض الله كريم العين، فكان يكنى به. قتل المترجم بطندتا وأتى برأسه إلى مصر كما تقدم ودفن هناك، وقبره ظاهر مشهور، ودفن أيضاً معه مملوكه حسن بك شبكة وخليل بك السكران وكانا أيضاً يشبهان سيدهما في الشجاعة والخلاعة.
ومات الأمير الكبير الشهير صالح بك القاسمي وأصله مملوك مصطفى بك المعروف بالفرد، ولما مات سيده تقلد الإمارة عوضه وجيش عليه خشداشينه واشتهر ذكره، وتقلد إمارة الحج في سنة 1172 كما تقدم في ولاية علي باشا الحكيم، وسار أحسن سير ولبسته الرياسة والإمارة، والتزم ببلاد أسياده وإقطاعاتهم القبلية هو وخشداشينه وأتباعهم، وصار لهم نماء عظيم، وامتزجوا بهوارة الصعيد وطباعهم ولغتهم، ووكله شيخ العرب همام في أموره بمصر، وأنشأ داره العظيمة المواجهة للكبش، ولم يكن لها نظير بمصر. ولما نما أمر علي بك ونفي عبد الرحمن كتخدا إلى السويس كان المترجم هو المتسفر عليه وأرسل خلفه فرماناً بنفيه إلى غزة، ثم نقل منها إلى رشيد، ثم ذهب من هناك إلى الصعيد من ناحية البحيرة وقام بالمنية وتحصن بها وجرى ما جرى من توجيه المحاربين إليه وخروج علي بك منفياً وذهابه إلى قبلي وانضمامه إلى المذكور، كما تقدم، بعد الأيمان والعهود والمواثيق وحضوره معه إلى مصر على الصورة المذكورة آنفاً وقد ركن إليه وصدق مواثيقه، ولم يخرج عن مزاجه ولا ما يأمر به مثقال ذرة، وباشر قتال حسين بك كشكش وخليل بك ومن معهما مع محمد بك كما ذكر آنفاً، كل ذلك في مرضاة علي بك وحسن ظنه فيه ووفائه بعهده إلى أن غدر به وخانه وقتله كما ذكر. وخرجت عشيرته وأتباعه من مصر على وجوههم، منهم من ذهب إلى الصعيد ومنهم من ذهب إلى جهة بحري. وكان أميراً جليلاً مهيباً لين العريكة يميل بطبعه إلى الخير ويكره الظلم سليم الصدر ليس فيه حقد ولا يتطلع لما في أيدي الناس والفلاحين ويغلق ما عليه وعلى أتباعه وخشداشينه من المال والغلا الميرية كيلاً وعيناً سنة بسنة، وقوراً محتشماً كثير الحياء، وكانت إحدى ثناياه مقلوعة فإذا تكلم مع أحد جعل طرف سبابته على فمه ليسترها حياء من ظهورها حتى صار ذلك عادة له. ولما بلغ شيخ العرب همام موته اغتم عليه غماً شديداً وكان يحبه محبة أكيدة وجعله وكيله في جميع مهماته وتعلقاته بمصر، ويسدد له ما عليه من الأموال الميرية والغلال. ولما قتل الأمير صالح بك أقام مرمياً تجاه الفرن الذي هناك حصة، ثم أخذوه في تابوت إلى داره وغسلوه وكفنوه ودفنوه بالقرافة رحمه الله.
ومات وحيد دهره في المفاخر وفريد عصره في المآثر نخبة السلالة الهاشمية وطراز العصابة المصطفوية السيد جعفر بن محمد البيتي السقاف باعلوي الحسيني، أديب جزيرة الحجاز، ولد بمكة وبها أخذ عن النخلي والبصري، وأجيز بالتدريس فدرس وأفاد. واجتمع إذ ذاك بالسيد عبد الرحمن العيدروس، وكل منهما أخذ عن صاحبه وتنقلت به الأحوال، فولي كتابة الينبع ثم وزارة المدينة، وصار إماماً في الأدب يشار إليه بالبنان، وكلامه العذب يتناقله الركبان، وله ديوان شعر جمعه لنفسه وله مدائح وقصائد وغزليات كلها غرر محشوة بالبلاغة تدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه. توفي بهذه السنة بالمدينة المنورة.

.سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف:

فيها في المحرم أخرج علي بك عثمان أغا الوكيل من مصر منفياً إلى جهة الشام، وكذلك أحمد أغا أغات الجوالي، وأغات الضربخانة إلى جهة الروم. وكان أحمد أغا هذا رجلاً عظيماً ذا غنية كبيرة وثروة زائدة، فصادره علي بك في ماله وأمره بالخروج من مصر، فأحضر المطربازية والدلالين والتجار وأخرج متاعه وذخائره وباعها بسوق المزاد بينهم، فبيع موجوده من أمتعة وثياب وجواهر وتحف وأسلحة وكتب وأشياء نفيسة، وهو ينظر إليها ويتحسر ثم سافر إلى جهة الإسكندرية.
وفيها توفي محمد باشا الذي كان بقصر عبد الرحمن كتخدا بشاطئ النيل، ولعله مات مسموماً، ودفن بالقرافة الصغرى عند مدافن الباشوت بالقرب من الإمام الشافعي. ونزل الحج ودخل إلى مصر مع أمير الحاج خليل بك بلغيا في أمن وأمان. ووصل باشا من طريق البر وطلع الأمراء إلى العادلية لملاقاته، ونصبوا خيامهم ودخل بالموكب وذلك في شهر صفر.
وفيها أرسل علي بك تجريدة إلى سويلم بن حبيب والهنادي بالبحيرة ثم نقلها منها إلى المحلة الكبرى فأقام سنين.
وفيها أرسل علي بك تجريدة إلى سويلم بن حبيب والهنادي بالبحبر وباش التجريدة إسمعيل بك، وذلك أن ابن حبيب لما رحل من دجوة وذهب إلى البحيرة وانضم إلى عبر الهنادي، وكان المتولي على كشوفية البحيرة عبد الله بك تابع علي بك، فحاربوه وحاربهم حتى قتل عبد الله بك المذكور في المعركة ونهبوا متاعه ووطاقه، وكان أحمد بك بشناق لما خرج من مصر هارباً بعد قتل صالح بك كما تقدم، ذهب إلى الروم فصادف هناك جماعة من الهربانين ومنهم يحيى السكري وعلي أغا المعمار وعلي بك الملط وغيرهم، وزيفوا بسبب المغرضين لعلي بك بدار السلطنة فنزلوا في مركبين إلى درنه، فوصلوها متفرقين. فالتي وصلت أولاً بها يحيى السكري وعلي المعمار والملط، فركبوا عندما وصلوا إلى درنه وذهبوا إلى الصعيد، ووصلت المركب الأخرى بعد أيام، وبها أحمد بك بشناق، فطلع إلى عند الهنادي. فلما وصل إسمعيل بك ومن معه بالتجريدة فتحاربوا مع الحبايبة والهنادي ومعهم أحمد بك بشناق ثلاثة أيام، وكان سويلم بن حبيب منعزلاً في خيمة صغيرة عند امرأة بدوية بعيداً عن المعركة، فذهب بعض العرب وعرف الأمراء بمكانه فكبسوه وقتلوه وقطعوا رأسه ورفعوها على رمح، واشتهر ذلك. فارتفع الحرب من بين الفريقين، وتفرق الهنادي وعرب الجزيرة والصوالحة وغيرهم، وراحت كسرة على الجميع ولم يقم لهم قائم من ذلك اليوم. وتغيب أحمد بك بشناق فلم يظهر إلا بعد مدة ببلاد الشام.
وفيها تقلد أيوب بك على منصب جرجا وخرج مسافراً ومعه عدة كبيرة من العساكر والأجناد فوصلوا إلى قرب أسيوط، فوردت الأخبار باجتماع الأمراء المنفيين وتملكهم أسيوط وتحصنهم بها، وكان من أمرهم أنه لما ذهب محمد بك أبو الذهب إلى جهة قبلي لمنابذة شيخ العرب همام كما تقدم، وجرى بينهما الصلح على أن يكون لهمام من حدود برديس، وتم الأمر على ذلك، ورجع محمد بك إلى مصر، أرسل علي بك يقول له: إني أمضيت ذلك بشرط أن تطرد المصريين الذين عندك ولا تبقي منهم أحداً بدائرتك. فجمعهم وأخبرهم بذلك، وقال لهم: اذهبوا إلى أسيوط واملكوها قبل كل شيء، فإن فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة، وأنا أمدكم بعد ذلك بالمال والرجال، فاستصوبوا رأيه وبادروا وذهبوا إلى أسيوط وكان بها عبد الرحمن كاشف من طرف علي بك وذو الفقار كاشف، وقد كانوا حصنوا البلدة وجهاتها وبنوا كرانك والبوابة ركب عليها المدافع، فتحيل القوم ليلاً وزحفوا إلى البوابة ومعهم أنخاخ وأحطاب جعلوا فيها الكبريت والزيت وأشعلوها وأحرقوا الباب وهجموا على البلدة، فلم يكن له بهم طاقة لكثرتهم، وهم جماعة صالح بك وباقي القاسمية، وجماعة الخشاب وجماعة الفلاح وجماعة مناو ويحيى السكري وسليمان الجلفي وحسن كاشف ترك وحسن بك أبو كرش ومحمد بك الماوردي وعبد الرحمن كاشف من خشداشين صالح بك وكان من الشجعان ومحمد كتخدا الجلفي وعلي بك الملط تابع خليل بك وجماعة كشكش وغيرهم، ومعهم كبار الهوارة وأهالي الصعيد. فملكوا أسيوط وتحصنوا بها وهرب من كان فيها ووردت الأخبار بذلك إلى علي بك، فعين للسفر إبراهيم بلغيا ومحمد بك أبا شنب وعلي بك الطنطاوي، ومن كل وجاق جماعة وعساكر ومغاربة، وأرسل إلى خليل بك القاسمي المعروف بالأسيوطي فأحضره من غزة وطلع هو وإبراهيم بك تابع محمد بك بعساكر أيضاً، وعزل الباشا وأنزله وحبسه ببيت أيواظ بك عند الزير المعلق، ثم سافر محمد بك أبو الذهب ورضوان بك وعدة من الأمراء والصناجق وضم إليهم ما جمعه وجلبه من العساكر المختلفة الأجناس من دلاة ودروز ومتاولة وشوام. وسافر الجميع براً وبحراً حتى وصولوا إلى أيوب بك وهو يرسل خلفهم في كل يوم بالإمداد والجبخانات والذخيرة والبقسماط، وذهب الجميع إلى أن وصلوا قرب أسيوط ونصبوا عرضيهم عند جزيرة منقباط، وتحققوا وصول محمد بك ومن معه، وفرحوا بذلك، لأنهم كانوا رأوا في زايرجات الرمل سقوطه في المعركة. ثم أجمعوا رأيهم على أن يدهموهم آخر الليل، فركبوا في ساعة معلومة وسار بهم الدليل في طوق الجبل وقصدوا النزول من محل كذا على ناحية كذا من العرضي، فتاه وضل بهم الدليل حتى تجاوزوا المكان المقصود بساعتين وأخذوا جهة العرضي فوجدوه قبليهم بذلك المقدار، وعلموا فوات القصد وأن القوم متى علموا حصلوهم خلفهم ملكوا البلدة من غير مانع قبل رجوعهم من المكان الذي أتوا منه، فما وسعهم إلا الذهاب إليهم ومصادمتهم على أي وجه كان، فلم يصلوهم إلا بعد طلوع النهار. وتيقظ القوم واستعدوا لهم فالتطموا معهم وهم قليلون بالنسبة إليهم، ووقع العرب واشتد الجلاد، وبذلوا جهدهم في الحرب ويصرخ الكثير منهم بقوله: أين محمد بك؟ فبرز إليهم محمد بك أبو شنب وهو يقول: أنا محمد بك. فقصدوه وقاتلوه وقاتلهم حتى قتل، وسقط جواد يحيى السكري فلم يزل يقاتل ويدافع حصة طويلة حتى تكاثروا عليه وقتلوه، وعبد الرحمن كاشف القاسمي يحارب بمدفع يضربه وهو على كتفه. وانجلت الحرب عن هزيمتهم ونصرة المصريين عليهم، وذلك عند جبانة أسيوط. فتشتتوا في الجهات وانضموا إلى كبار الهوارة، وملك المصرين أسيوط ودفنوا القتلى ومحمد بك أبا شنب. واغتم محمد بك أبو الذهب لموته وفرح لوقوع الزايرجة عليه ومفاداته له، لأنه كان يعلم ذلك أيضاً. وأقاموا بأسيوط أياماً ثم ارتحلوا إلى قبلي بقصد محاربة همام والهوارة. واجتمع كبار الهوارة مع من انضم إليهم من الأمراء المهزومين، فراسل محمد بك إسمعيل أبا عبد الله وهو ابن عم همام واستماله ومناه وواعده برياسة بلاد الصعيد عوضاً عن شيخ العرب همام، حتى ركن إلى قوله وصدق تمويهاته وتقاعس وتثبط عن القتال وخذل طوائفه. ولما بلغ شيخ العرب همام ما حصل ورأى فشل القوم خرج من فرشوط وبعد عنها مسافة ثلاثة أيام، ومات مكموداً مقهوراً، ووصل محمد بك ومن معه إلى فرشوط فلم يجدوا مانعاً فملكوها ونهبوها وأخذوا جميع ما كان بدوائر همام وأقاربه وأتباعه من ذخائر وأموال وغلال. وزالت دولة شيخ العرب همام من بلاد الصعيد من ذلك التاريخ كأنها لم تكن، ورجع الأمراء إلى مصر ومحمد بك أبو الذهب وصحبته درويش ابن شيخ العرب همام. فإنه لما مات أبوه وانكسر ظهر القوم بموته وعلموا أنهم لا نجاح لهم بعده أشاروا على ابنه بمقابلة محمد بك وانفصلوا عنه وتفرقوا في الجهات. فمنهم من ذهب إلى درنه ومنهم من ذهب إلى الروم ومنهم من ذهب إلى الشام. وقابل درويش بن همام محمد بك وحضر صحبته إلى مصر وأسكنه في مكان بالرحبة المقابلة لبيته، وصار يركب ويذهب لزيارة المشاهد ويتفرج على مصر ويتفرج عليه الناس ويعدون خلفه وأمامه لينظروا ذاته. وكان وجيهاً طويلاً أبيض اللون أسود اللحية جميل الصورة، ثم أن علي بك أعطاه بلاد فرشوط والوقف بشفاعهة محمد بك، وذهب إلى وطنه فلم يحسن السير والتدبير، وأخذ أمره في الانحلال وحاله في الاضمحال وأرسل من طالبه بالأموال والذخائر، فأخذوا ما وجدوه. وحضر إلى مصر والتجأ إلى محمد بك من مصر مغاضباً لأستاذه، فلحق به وسافر إلى الصعيد وخلص الإقليم المصري بحري وقبلي إلى علي بك وأتباعه، فشرع في قتل المنفيين الذين أخرجهم إلى البنادر مثل دمياط ورشيد والإسكندرية والمنصورة، فكان يرسل إليهم ويخنقهم واحداً واحد، فخنق علي كتخدا الخربطلي برشيد وحمزة بك تابع خليل بك بزفتا وقتلوا معه سليمان أغا الوالي وإسمعيل بك أبا مدفع بالمنصورة، وعثمان بك تابع خليل بك هرب إلى مركب البيليك فحماه وذهب إلى اسلامبول، ومات هناك، ونفى أيضاً جماعة وأخرجهم من مصر وفيهم سليكان كتخدا المشهدي وإبراهيم أفندي جمليان. ومات الباشا المنفصل بالبيت الذي نزل فيه ولحق بمن قبله. ونهبوها وأخذوا جميع ما كان بدوائر همام وأقاربه وأتباعه من ذخائر وأموال وغلال. وزالت دولة شيخ العرب همام من بلاد الصعيد من ذلك التاريخ كأنها لم تكن، ورجع الأمراء إلى مصر ومحمد بك أبو الذهب وصحبته درويش ابن شيخ العرب همام. فإنه لما مات أبوه وانكسر ظهر القوم بموته وعلموا أنهم لا نجاح لهم بعده أشاروا على ابنه بمقابلة محمد بك وانفصلوا عنه وتفرقوا في الجهات. فمنهم من ذهب إلى درنه ومنهم من ذهب إلى الروم ومنهم من ذهب إلى الشام. وقابل درويش بن همام محمد بك وحضر صحبته إلى مصر وأسكنه في مكان بالرحبة المقابلة لبيته، وصار يركب ويذهب لزيارة المشاهد ويتفرج على مصر ويتفرج عليه الناس ويعدون خلفه وأمامه لينظروا ذاته. وكان وجيهاً طويلاً أبيض اللون أسود اللحية جميل الصورة، ثم أن علي بك أعطاه بلاد فرشوط والوقف بشفاعهة محمد بك، وذهب إلى وطنه فلم يحسن السير والتدبير، وأخذ أمره في الانحلال وحاله في الاضمحال وأرسل من طالبه بالأموال والذخائر، فأخذوا ما وجدوه. وحضر إلى مصر والتجأ إلى محمد بك من مصر مغاضباً لأستاذه، فلحق به وسافر إلى الصعيد وخلص الإقليم المصري بحري وقبلي إلى علي بك وأتباعه، فشرع في قتل المنفيين الذين أخرجهم إلى البنادر مثل دمياط ورشيد والإسكندرية والمنصورة، فكان يرسل إليهم ويخنقهم واحداً واحد، فخنق علي كتخدا الخربطلي برشيد وحمزة بك تابع خليل بك بزفتا وقتلوا معه سليمان أغا الوالي وإسمعيل بك أبا مدفع بالمنصورة، وعثمان بك تابع خليل بك هرب إلى مركب البيليك فحماه وذهب إلى اسلامبول، ومات هناك، ونفى أيضاً جماعة وأخرجهم من مصر وفيهم سليكان كتخدا المشهدي وإبراهيم أفندي جمليان. ومات الباشا المنفصل بالبيت الذي نزل فيه ولحق بمن قبله.
ومما اتفق أن علي بك صلى الجمعة في أوائل شهر رمضان بجامع الداودية فخطب الشيخ عبد ربه ودعا للسلطان ثم دعا لعلي بك. فلما انقضت الصلاة وقام علي بك يريد الانصراف أحضر الخطيب وكان رجلاً من أهل العلم يغلب عليه البله والصلاح، فقال له: من أمرك بالدعاء باسمي على المنبر أقيل لك أني سلطان؟ فقال: نعم أنت سلطان وأنا أدعو لك. فأظهر الغيظ وأمر بضربه فبطحوه وضربوه بالعصي، فقام بعد ذلك متألماً من الضرب وركب حماراً وذهب إلى داره ثم أن علي بك أرسل إليه في ثاني يوم بدراهم وكسوة واستسمحه.